يستند هذا التصميم إلى استكشاف التقاليد الثقافية من خلال القطع اليومية وتفاعل المجتمع المعاصر معها. وتأثراً بالذكريات، تُظهر طاولة السرير الجانبية سمات علنية مستمدة من مجوهرات اللؤلؤ الحاضرة في ماضي لبنان، وتعيد ابتكارها من خلال استخدام الرخام المنحوت والنحاس. ومن خلال تعليقها بشكل غريب حول قاعدة دائرية من الكاست فوم، والتي تتموضع عليها خزانة زجاجية شفافة مقولبة، فهي تحقق في الوقت نفسه وهماً تجريدياً لما هو أثيري وما هو ملموس في عملية وضع إعادة البناء ضمن سياق محدّد. ومن خلال التجارب والتطوير مع صبّ الرغوة السائلة، حوّلنا ذلك إلى مادة ذات قيمة متصوّرة وهيكلية عالية. وقد كان اختيار المادة قائماً على خصائصها الكيميائية والفيزيائية. تتوسّع الرغوة وتتحرّك لتصل إلى مستويات أعلى، ولا يمكن حصرها بحدود فاصلة، فهي ديناميكية وتنبض بالحياة كالذكريات والأفكار والحكايات. هي مادة تفاعلية والعملية جزء من مغامرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها وسلوكها. تحمل لغزاً معيناً وتعكس إصرارنا على تجميع ما نُسي ذات مرة. استندت العملية على قولبة عناصر مفككة مختلفة، مخفية ومحفوظة في مكان عميق في أذهاننا، وترك الرغوة لتندمج وتأسر وتعيد بناء كل هذه العناصر في كيان واحد، دوماً مع إبراز نعومتها وتأثيرها الدقيق. ومن خلال تكديس الطبقات والعناصر المتباينة بشكل مباشر، بما في ذلك درجها غير الشفّاف، تضع طاولة السرير الجانبية المواد بجانب بعضها البعض، وتخلق شيئاً يتطلب التفاعل على الصعيدين الجسدي والفكري.