هاوس أوف توداي هي منظمة غير ربحية، ملتزمة ببناء نظام بيئي للتصميم المستدام في لبنان، يتخطى الحدود الدولية. على مدى عقد من الزمان، يكمن الهدف الشامل للمنظمة في تعزيز الحوارات في عالم التصميم، توسيع نطاق الوصول إلى المصممين/ات اللبنانيين/ات المعاصرين/ات وعملياتهم/نّ الإبداعية، من خلال الإرشاد والتعليم وتنسيق المقتنيات وتعزيز التواصل.
ولدت فلافي عودة في العام 1986، وهي من أصول فرنسية/لبنانية. تخرّجت من Architectural Association في العام 2011، وحصلت على درجة الماجستير من Royal College of Arts في العام 2014، حيث تخصّصت في الأعمال الزجاجية.
توسّع مجال عملها وشمل العديد من المشاريع الإعلامية والتعاون مع مصمّمي أزياء ومجوهرات وأثاث، وعُرضت أعمالها على نطاق واسع في أوروبا والولايات المتحدة (Venus Over Manhattan New York, David Gill London, Stedelijk Museum Breda, Galerie Tanit Munich, Karma International Zurich, Elisabetta Cipriani London).
تنطلق أعمالها من مفهوم تطويع الزجاج؛ إذ يتخذ الزجاج حيّزاً هاماً، بالنسبة للفنان، في التفكّر بعالم مستقبلي مثالي تكهّني، يخلق فيه البشر قطعاً كونية وأنواعاً جديدة من تكوينات المعالم الطبيعية.
تسلّط فلافي الضوء، باستخدام خصائص الزجاج الطبيعية، على الازدواجية بين العالمين، الحقيقي والافتراضي. ويصبح الزجاج، الموجود تقريباً في جميع أشكال الأجهزة الرقمية المعاصرة، مؤشراً على التوتّر بين ما هو ملموس وما هو رقمي، فضلاً عن أنه يسهّل تلاشي الأشياء المادية، فالفضاء الرقمي من حولنا يضع على المحكّ التعريفَ والتصوّرَ المتعلقين بالواقع.
وفي عصر الابتكار التكنولوجي الذي شهد ابتكار ألماس صناعي يخلو من أي شائبة، ولا يمكن اكتشافه من قبل الإنسان أو الآلة، تراود فلافي تساؤلات حول كيفية اختبارنا للواقع. وهي تصنع قطعاً منبثقة عن إنتاج ضخم يتماشى فيه علم الأحجار الكريمة مع الجيولوجيا في مشهد صناعي جديد، وتتبع أساليب تعبّر عن الشاعرية والبريق في صناعة قطع تجتمع فيها بشكل ساحر الروعةُ مع الرقي، ويترجم عملها آلية الحياة والضوء، ويشبه أجزاء من مشهد طبيعي فاتن، غير مادي أو جيولوجي، وتعكس الأشكال والرموز الموجودة فيه طاقة حية خاطفة، تشير إلى غموض معيّن وتعبّر عن الطاقة وخلاصة الوجود، عن معنى الحياة، متأرجحة بين الشاشة الرقمية والهيكل الفلكي.
وفي عالم غير مادي، يكون فيه كلُّ شيء افتراضياً وعاماً، يرمي عملها إلى تحديد نوع جديد من المادية الجمالية والفيزيائية، ويحثّ الأذهان على التوسّع في اللانهائية الكونية.