هاوس أوف توداي هي منظمة غير ربحية، ملتزمة ببناء نظام بيئي للتصميم المستدام في لبنان، يتخطى الحدود الدولية. على مدى عقد من الزمان، يكمن الهدف الشامل للمنظمة في تعزيز الحوارات في عالم التصميم، توسيع نطاق الوصول إلى المصممين/ات اللبنانيين/ات المعاصرين/ات وعملياتهم/نّ الإبداعية، من خلال الإرشاد والتعليم وتنسيق المقتنيات وتعزيز التواصل.
من الصعب تصنيف رومي دالي، الحائزة على جائزة مؤسسة بوغوصيان لعام 2016، بين جامعة، مصمّمة وفنانة؛ إذ تُظهر قطعها مهارة وافتتاناً بالمواد.
بعد أن حصلت على درجة البكالوريوس في التصميم الغرافيكي من الجامعة اللبنانية الأميركية، بدأت تجاربها الأولى في المنزل، حيث ابتكرت عوالماً خيالية في خزانة والدتها. وكانت رومي تجمع الصور القديمة بهوس، وأصبحت تزور متاجر التحف القديمة وأسواق السلع المستعملة بصورة دورية. ويمكن العثور على مجموعتها من الأشياء المدهشة في ورشة عملها، بما في ذلك الحِرف من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقد سافرت إلى بلدان مختلفة لتعرف المزيد، وبشكل مباشر، حول الحِرف اليدوية التي تتلاشى من الأشخاص الذين ما زالوا يمارسونها. وأقامت ورش عمل في ايرلندا مع ملبّد. وقد شكلت تجاربها مع المواد الأساس للقطعة التجارية الأولى في العام 2012، وهي واجهة لمتجر النظارات The Counter.
بصفتها فنانة تنصيبية، وفي سجلّها عدد من المشاريع قيد التنفيذ، تُعيد رومي حالياً النظر في استخدام المواد بطرق جديدة، على الرغم من أنها تخطط لرحلات بحثية لاكتشاف المزيد من الحِرف الشعبية لدمجها في عملها.
وفي وقت تتلاشى فيه هذه الحرف التقليدية، يُعتبر مسار رومي فضولياً في هذا الصدد ويهدف إلى الحفاظ عليها. هي مهتمة بأرشفة هذا الشأن، وتسلط الضوء على تقاليد الحِرف البعيدة وترجمتها إلى ثقافات وأجيال جديدة. نكتشف في فضاء رومي دالي الغريب، افتتاناً عميقاً بالفنون والحرف اليدوية الناعمة من القرن التاسع عشر، وتعتبر القطع الدقيقة – من الألعاب وأباريق الذاكرة للشباب، وأكاليل الزهور التذكارية للراحلين منذ فترة طويلة - جزءاً من مجموعتها الشخصية. هذه الأشياء التي تمّ تناقلها من جيل إلى آخر، قد صُنعت في السجون، المدارس، الأديرة والمنازل. يروي كل منها قصة أشخاص شُغلوا كل يوم في صنعها، ساكبين أرواحهم فيما أصبح إرثاً، وما الذي سيكون بمثابة مصدر إلهام لأعمال مستقبلية. أما النتيجة فتحاكي الحواس: شعور معين، ونور معين، وعاطفة معينة. هذه دوامة من الفضول، دوامة قادت رومي إلى الحِرفيين لتتعلّم وتحافظ على الحِرف التي تختفي ويتمّ التخلي عنها. هنا، يمكنكم التعرف على عالم رومي: بُعدٌ مواز يدور حول طاولة عمل حيث تُجرّد الأشياء وتتجسد في أعمال حية.