لطالما كانت صورتنا المعكوسة في المرآة، بالنسبة لنا كبشر، أساسية في الطريقة التي نكتسب بها الوعي الذاتي بشكل تدريجي: كيف نفرّق بين "الذات" و"الآخر"؟، وبالنتيجة، كيف نصوّر أنفسنا بقصّة حياتنا، بعض العوامل الرئيسية لتطورنا الفردي والجماعي؟ نعاين الانعكاس من نقطة فريدة من نوعها تكون لنا وحدنا، وقد تعودنا على رؤية هذه الصورة، لدرجة أن دماغنا أصبح يطبّق تعديلات تلقائية على الانعكاس الذي نراه، ويخلق، عن غير قصد، مظهراً مثالياً في أذهاننا، ما يخلق نوعاً من التناقض بين الصورة التي يرى الناس أنفسهم فيها وتلك المتصوّرة من قبل الآخرين عنهم. وتأتي هذه القطعة لتتصدّى لهذا التناقض من خلال تشويش إحساسنا بالذات، ولو للحظات فقط، وتشكّك في بروتوكول تصوّرنا، في وقت يزداد فيه الوعي والانشغال الذاتيان وأهمية المظهر أكثر من أي وقت مضى في وجودنا اليومي.