بيتي لم يعد بيتي، إنه تكتل لأشياء كثيرة في مكان واحد؛ إنه مكتبي، غرفة اجتماعاتي، مسرح السينما، مطعمي، فندقي؛ ليس ذلك فحسب، بل إنه أيضاً تجميع للعديد من الأنظمة التي يتم التحكم فيها الآن، من هاتفي الذكي أو الكمبيوتر اللوحي من بعيد. إضافة الى أنني استطيع الآن التحكم في أفعالي في المساحة التي أتواجد بها بشكل مختلف، إنني أيضاً قادر/ة على مراقبة مساحتي من خلال الأجهزة الذكية أثناء التواجد بعيداً. علاقة الإنسان بالفضاء والمساحات تتغير باستمرار. لقد قمنا ذات مرة ببناء بروتوكولات مكانية نقوم الآن بإلغائها، وبالتالي نعيد ابتكار طرق جديدة للسكن في المنازل، والعمل من غرف النوم، والطهي في أماكن الاستقبال، ولعب ألعاب الفيديو في الحمامات، والنوم على أرائك غرفة المعيشة. اختفت الحدود بين المساحات، ما أدى إلى تفاعلات جديدة بين سكان نفس الشقة، والمستأجرين/ات في نفس المبنى، والغرباء من نفس الشارع. ما لم يتغير هو حاجة الإنسان للضوء والهواء. يمتلك جهازنا القائم بذاته شفرات دوارة تولد تياراً من الهواء، للتهوية من جهة، ووحدة إضاءة من جهة أخرى؛ لدى المستخدم/ة خيار إضاءة كلا الآليتين في وقت واحد أو كل منهما بمفرده.